فصل: اعْتِقَادُ الْغَرْبِ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ العَدُوُّ الوَحِيدُ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله (نسخة منقحة)



.اعْتِقَادُ الْغَرْبِ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ العَدُوُّ الوَحِيدُ:

العَدُوُّ الوَحِيدُ:
إنهم لا يرون الإسلام جدارًا في وجه مطامعهم فقط، بل يعتقدون جازمين أنه الخطر الوحيد عليهم في بلادهم:
1- يقول لورانس براون: (كَانَ قَادَتُنَا يُخَوِّفُونَنَا بِشُعُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ، لَكِنَّنَا بَعْدَ الاِخْتِبَارِ لَمْ نَجِدْ مُبَرِّرًا لِمِثْلِ تِلْكَ المَخَاوِفِ. كَانُوا يُخَوِّفُونَنَا بِالخَطَرِ اليَهُودِيَّ، وَالخَطَرِ اليَابَانِيَّ الأَصْفَرَ، وَالخَطَرِ البُلْشِفِيِّ. لَكِنَّهُ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ اليَهُودَ هُمْ أَصْدِقَاؤُنَا، وَالبَلاَشِفَةُ الشُيُوعِيُّونَ حُلَفَاؤُنَا، أَمَّا اليَابَانِيُّونَ، فَإِنَّ هُنَاكَ دُوَلاً دِيمُقْرَاطِيَّةً كَبِيرَةً تَتَكَفَّلُ بِمُقَاوَمَتِهِمْ. لَكِنَّنَا وَجَدْنَا أَنَّ الخَطَرَ الحَقِيقِيَّ عَلَيْنَا مَوْجُودٌ فِي الإِسْلاَمِ، وَفِي قُدْرَتِهِ عَلَى التَوَسُّعِ وَالإِخْضَاعِ، وَفِي حَيَوِيَّتِهِ المُدْهِشَةَ).
2- ونكرر هنا قول غلادستون: (مَا دَامَ هَذَا القُرْآنُ مَوْجُودًا فِي أَيْدِي المُسْلِمِينَ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ أُورُوبَةَ السَّيْطَرَةَ عَلَى الشَّرْقِ، وَلاَ أَنْ تَكُونَ هِيَ نَفْسُهَا فِي أَمَانٍ).
3- ويقول المستشرق غاردنر: (إِنَّ القُوَّةَ التِي تَكْمُنُ فِي الإِسْلاَمِ هِي التِي تُخِيفُ أُورُوبَةَ).
4- ويقول هانوتر وزير خارجية فرنسا سَابِقًا: (لاَ يُوجَدُ مَكَانٌ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ إِلاَّ وَاجْتَازَ الإِسْلاَمُ حُدُودَهُ وَانْتَشَرَ فِيهِ، فَهُوَ الدِّينُ الوَحِيدُ الذِي يَمِيلُ النَّاسُ إِلَى اِعْتِنَاقِهِ بِشِدَّةٍ تَفُوقُ كُلَّ دِينٍ آخَرَ).
5- ويقول ألبر مشادور: (مَنْ يَدْرِي؟! رُبَّمَا يَعُودُ اليَوْمَ الذِي تُصْبِحُ فِيهِ بِلاَدُ الغرْبِ مُهَدَّدَةً بِالمُسْلِمِينَ، يَهْبِطُونَ إِلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ، لِغَزْوِ العَالَمِ مَرَّةً ثًانِيَةً، وَفِي الوَقْتِ المُنَاسَبِ).
ويتابع: (لَسْتُ مُتَنَبِّئًا، لَكِنَّ الأَمَارَاتِ الدَالَّةِ عَلَى هَذِهِ الاِحْتِمَالاَتِ كَثِيرَةٌ.. وَلَنْ تَقْوَى الذَرَّةُ وَلاَ الصَّوَارِيخُ عَلَى وَقْفِ تَيَّارِهَا. إِنَّ المُسْلِمَ قَدْ اِسْتَيْقَظَ، وَأَخَذَ يَصْرُخُ، هَأَنَذَا، إِنَّنِي لَمْ أَمْتْ، وَلَنْ أَقْبَلَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ أَكُونَ أَدَاةً تُسَيِّرُهَا العَوَاصِمُ الكُبْرَى وَمُخَابَرَاتِهَا).
6- ويقول أشعياء بومان في مقال نشره في مجلة (العالم الإسلامي) التبشيرية: (إِنَّ شَيْئًا مِنَ الخَوْفِ يَجِبُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى العَالَمِ الغَرْبِيِّ مِنَ الإِسْلاَمِ، لِهَذَا الخَوْفِ أَسْبَابَ، مِنْهَا أَنَّ الإِسْلاَمَ مُنْذُ ظَهَرَ فِي مَكَّةَ لَمْ يَضْعَفْ عَدَدِيًّا، بَلْ إِنَّ أَتْبَاعَهُ يَزْدَادُونَ بِاسْتِمْرَارٍ، مِنْ أَسْبَابِ الخَوْفِ أَنَّ هَذَا الدِّينَ مِنْ أَرْكَانِهِ الجِهَادُ).
7- ويقول أنطوني ناتنج في كتابه (العرب): (مُنْذُ أَنْ جَمَعَ مُحَمَّدٌ صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْصَارَهُ فِي مَطْلَعِ القَرْنِ السَّابِعِ المِيلاَدِيِّ، وَبَدَأَ أَوَّلَ خُطُوَاتِ الاِنْتِشَارِ الإِسْلاَمِيِّ، فَإِنَّ عَلَى العَالَمِ الغَرْبِيِّ أَنْ يَحْسَبَ حِسَابَ الإِسْلاَمِ كَقُوَّةٍ دَائِمَةٍ، وَصُلْبَةٍ، تُوَاجِهُنَا عَبْرَ المُتَوَسِّطِ).
8- وصرح سالازار في مؤتمر صحفي قائلاً: (إِنَّ الخَطَرَ الحَقِيقِيَّ عَلَى حَضَارَتِنَا هُوَ الذِي يُمْكِنُ أَنْ يُحْدِثَهُ المُسْلِمُونَ حِينَ يُغَيِّرُونَ نِظَامَ العَالَمِ).
فلما سأله أحد الصحفيين: لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم ونزاعاتهم، أجابه: (أَخْشَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُمْ مَنْ يُوَجِّهُ خِلاَفَهُمْ إِلَيْنَا).
9- ويقول مسئول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: (لَيْسَتْ الشُيُوعِيَّةُ خَطَرًا عَلَى أُورُوبة فِيمَا يَبْدُو لِي، إِنَّ الخَطَرَ الحَقِيقِيَّ الذِي يُهَدِّدُنَا تَهْدِيدًا مُبَاشِرًا وَعَنِيفًا هَوَ الخَطَرُ الإِسْلاَمِي، فَالمُسْلِمُونَ عَالَمٌ مُسْتَقِلٌّ كُلَّ الاِسْتِقْلاَلِ عَنْ عَالَمِنَا الغَرْبِيِّ، فَهُمْ يَمْلِكُونَ تُرَاثَهُمْ الرُّوحِيَّ الخَاصَّ بِهِمْ. وَيَتَمَتَّعُونَ بِحَضَارَةٍ تَارِيخِيَّةٍ ذَاتَ أَصَالَةٍ، فَهُمْ جَدِيرُونَ أََنْ يُقِيمُوا قَوَاعِدَ عَالَمٍ جَدِيدٍ، دُونَ حَاجَةٍ إِلَى إِذَابَةِ شَخْصِيَّتِهِمْ الحَضَارِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ فِي الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ.
فَإِذَا تَهَيَّأَتْ لَهُمْ أَسْبَابُ الإِنْتَاجِ الصِّنَاعِيَّ فِي نِطَاقِهِ الوَاسِعَ، اِنْطَلَقُوا فِي العَالَمِ يَحْمِلُونَ تُرَاثَهُمْ الحَضَارِيَّ الثَّمِينَ، وَانْتَشَرُوا فِي الأَرْضِ يُزِيلُونَ مِنْهَا قَوَاعِدَ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ، وَيَقْذِفُونَ بِرِسَالَتِنَا إِلَى مَتَاحِفَ التَّارِيخِ.
وَقَدْ حَاوَلْنَا نَحْنُ الفِرَنْسِيِّينَ خِلاَلَ حُكْمِنَا الطَّوِيلِ لِلْجَزَائِرِ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى شَخْصِيَّةِ الشَّعْبِ المُسْلِمَةِ، فَكَانَ الإِخْفَاقُ الكَامِلُ نَتِيجَةَ مَجْهُودَاتِنَا الكَبِيرَةَ الضَّخْمَةَ.
إِنَّ العَالَمَ الإِسْلاَمِيَّ عِمْلاَقٌ مُقَيَّدٌ، عِمْلاَقٌ لَمْ يَكْتَشِفْ نَفْسَهُ حَتَّى الآنَ اِكْتِشَافًا تَامًّا، فَهُوَ حَائِرٌ، وَهُوَ قَلِقٌ، وَهُوَ كَارِهٌ لاِنْحِطَاطِهِ وَتَخَلُّفِهِ، وَرَاغِبٌ رَغْبَةًً يُخَالِطُهَا الكَسَلُ وَالفَوْضَى فِي مُسْتَقْبَلٍ أَحْسَنَ، وَحُرِيَّةٍ أَوْفَرَ.
فَلْنُعْطِ هَذَا العَالَمَ الإِسْلاَمِيَّ مَا يَشَاءُ، وَلِنُقَوِّ فِي نَفْسِهِ الرَّغْبَةَ فِي عَدَمِ الإِنْتَاجِ الصِّنَاعِيَّ، وَالفَنِّيَّ، حَتَّى لاَ يَنْهَضَ، فَإِذَا عَجَزْنَا عَنْ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدَفَ، بِإِبْقَاءِ المُسْلِمِ مُتَخَلِّفًا، وَتَحَرَّرَ العِمْلاَقُ مِنْ قُيُودِ جَهْلِهِ وَعُقْدَةِ الشُّعُورِ بِعَجْزِهِ، فَقَدْ بُؤْنَا بِإِخْفَاقٍ خَطِيرٍ، وَأَصْبَحَ خَطَرُ العَالَمِ العَرَبِيِّ، وَمَا وَرَاءَهُ مِنَ الطَّاقَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ الضَّخْمَةِ خَطَرًا دَاهِمًا يَنْتَهِي بِهِ الغَرْبُ، وَتَنْتَهِي مَعَهُ وَظِيفَتُهُ الحَضَارِيَّةُ كَقَائِدٍ لِلْعَالَمِ).
10- ويقول مورو بيرجر في كتابه (العالم العربي المعاصر): (إِنَّ الخَوْفَ مِنَ العَرَبِ، وَاهْتِمَامَنَا بِالأُمَّةِ العَرَبِيَّةِ، لَيْسَ نَاتِجًا عَنْ وُجُودِ البِتْرُولِ بِغَزَارَةٍ عَنْدَ العَرَبِ، بَلْ بِسَبَبِ الإِسْلاَمِ. يَجِبُ مُحَارَبَةَ الإِسْلاَمِ، لِلْحَيْلُولَةِ دُونَ وَحْدَةَ العَرَبِ، التِي تُؤَدِّي إِلَى قُوَّةِ العَرَبِ، لأَنَّ قُوَّةَ العَرَبِ تَتَصَاحَبُ دَائِمًا مَعَ قُوَّةِ الإِسْلاَمِ وَعِزَّتِهِ وَانْتِشَارِهِ.
إِنَّ الإِسْلاَمَ يُفْزِعُنَا عِنْدَمَا نَرَاهُ يَنْتَشِرُ بِيُسْرٍ فِي القَارَةِ الإِفْرِيقِيَّةِ).
11- ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا: (رَغْمَ اِنْتِصَارَنَا عَلَى أُمَّةِ الإِسْلاَمِ وَقَهْرِهَا، فَإِنَّ الخَطَرَ لاَ يَزَالُ مَوْجُودًا مِنْ اِنْتِفَاضِ المَقْهُورِينَ الذِينَ أَتْعَبَتْهُمْ النَّكَبَاتُ التِي أَنْزَلْنَاهَا بِهِمْ لأَنَّ هِمَّتَهُمْ لَمْ تَخْمَدْ بَعْدُ).
12- بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: (لِمَاذَا كُنَّا نُحَاوِلُ البَقَاءَ فِي الجَزَائِرِ؟).
أجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه:
(إِنَّنَا لَمْ نَكُنْ نُسَخِّرُ النِّصْفَ مَلْيُونَ جُنْدِيٍّ مِنْ أَجْلِ نَبِيذِ الجَزَائِرِ أََوْ صَحَارِيهَا.. أََوْ زَيْتُونَهَا... إِنَّنَا كُنَّا نَعْتَبِرُ أَنْفُسَنَا سُورَ أُورُوبَا الذِي يَقِفُ فِي وَجْهِ زَحَف إِسْلاَمِيٍّ مُحْتَمَلٍ يَقُومُ بِهِ الجَزَائِرِيُّونَ وَإِخْوَانُهُمْ مِنَ المُسْلِمَينَ عَبْرَ المُتَوَسِّطِ، لِيَسْتَعِيدُوا الأَنْدَلُسَ التِي فَقَدُوهَا، وَلِيَدْخُلُوا مَعَنَا في قَلْبِ فِرَنْسَا بِمَعْرَكَةِ بْوَاتْيِهْ جديدة يَنْتَصِرُون فيها، وَيَكْتَسِحُونَ أُورُوبَا الوَاهِنَةَ، وَيُكْمِلُونَ مَا كَانُوا قََدْ عَزَمُوا عَلَيْهِ أَثْنَاءَ حَلْمِ الأُمَوِيِّينَ بِتَحْوِيلِ المُتَوَسِّطِ إِلَى بُحَيْرَةٍ إِسْلاَمِيَّةٍ خَالِصَةٍ.
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُنَّا نُحَارِبُ فِي الجَزَائِرِ).

.تَدْمِيرُ الْإِسْلَامِ الْحَلُّ الْوَحِيدُ أَمَامَ الْأَعْدَاءِ:

دَمِّرُوا الإِسْلاَمَ:
كيف يعملون إذن:
ليس أمامهم إلا حل واحد هو تدمير الإسلام:
1- (هَا قَدْ هَبَّتْ النَّصْرَانِيَّةُ وَالمُوسَوِيَّةُ لِمُقَاتَلَةِ المُحَمَّدِيَّةِ. وَهُمَا تَأْمَلاَنِ أَنْ تَتَمَكَّنَا مِنْ تَدْمِيرِ عَدُوَّتِهِمَا).
2- يقول غاردنر:
(إِنَّ الحُرُوبَ الصَّلِيبِيَّةَ لَمْ تَكُنْ لإِنْقَاذِ القُدْسِ، إِنَّهَا كَانَتْ لِتَدْمِيرِ الإِسْلاَمِ).
3- ونشيد جيوش الاستعمار كان يقول:
(أَنَا ذَاهِبٌ لِسَحْقِ الأُمَّةِ المَلْعُونَةِ، لأُحَارِبَ الدِّيَانَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ، وَلأَمْحُو القُرْآنَ بِكُلِّ قُوَّتِي).
4- وشعار (قَاتِلُوا المُسْلِمِينَ) الذي وزعته إسرائيل في أوروبا عند حرب الـ 67، لَقِيَ تَجَاوُبًا لا نظير له في دول الغرب كلها.
5- يقول فيليب فونداسي:
(إِنَّ مِنَ الضَّرُورِيِّ لِفِرَنْسَا أَنْ تُقَاوِمَ الإِسْلاَمَ فِي هَذَا العَالَمِ وَأَنْ تَنْتَهِجَ سِيَاسَةً عِدَائِيَّةً لِلإِسْلاَمِ، وَأَنْ تُحَاوِلَ عَلَى الأَقَلِّ إِيقَافَ اِنْتِشَارِهِ).
6- يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه (باثولوجيا الإسلام):
(إِنَّ الدِّيَانَةَ المُحَمَدِيَّةَ جُذَامٌ تَفَشَّى بَيْنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ يَفْتِكُ بِهِمْ فَتْكًا ذَرِيعًا، بَلْ هَوَ مَرَضٌ مُرِيعٌ، وَشَلَلٌ عَامٌّ، وَجُنُونٌ ذُهُولِيٌّ يَبْعَثُ الإِنْسَانَ عَلَى الخُمُولِ وَالكَسَلِ، وَلاَ يُوقِظُهُ مِنَ الخُمُولِ وَالكَسَلِ إِلاَّ لِيَدْفَعَهُ إِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ، وَالإِدْمَانِ عَلَى مُعَاقَرَةِ الخُمُورِ، وَارْتِكَابِ جَمِيعِ القَبَائِحِ. وَمَا قَبْرُ مُحَمَّدٍ إِلاَّ عَمُودٌ كَهْرَبَائِيٌّ يَبْعَثُ الجُنُونَ فِي رُءُوسِ المُسْلِمَينَ، فَيَأْتُونَ بِمَظَاهِرَ الصَّرَعِ وَالذُّهُولِ العَقْلِيِّ إِلَى مَا لاَ نِهَايَةَ، وَيَعْتَادُونَ عَلَى عَادَاتٍ تَنْقَلِبُ إِلَى طِبَاعٍ أَصِيلَةٍ، كَكَرَاهَةِ لَحْمِ الخِنْزِيرِ، وَالخَمْرِ وَالمُوسِيقَي إِنَّ الإِسْلاَمَ كُلُّهُ قَائِمٌ عَلَى القَسْوَةِ وَالفُجُورِ فِي اللَذَّاتِ).
ويتابع هذا المستشرق المجنون:
(أعْتَقِدُ أَنَّ مِنَ الوَاجِبِ إِبَادَةَ خُمُسَ المُسْلِمِينَ، وَالحُكْمَ عَلَى البَاقِينَ بِالأَشْغَالِ الشَّاقَةِ، وَتَدْمِيرِ الكَعْبَةِ، وَوَضْعِ قَبْرِ مُحَمَّدٍ وَجُثَّتَهُ فِي مُتْحَفِ اللُّوفِرْ).
ويبدو أن قائد الجيوش الإنكليزية في حملة السودان قد طبق هذه الوصية، فهجم على قبر المهدي الذي سبق له أن حَرَّرَ السودان وقتل القائد الإنكليزي غوردون، هجم القائد الإنكليزي على قبر المهدي، ونبشه، ثم قطع رأسه وأرسله إلى عاهر إنكليزي وطلب إليه أن يجعله مطفأة لسجائره.

.خُطَطُ قَادَةِ الْغَرْبِ لِتَدْمِيرِ الإِسْلاَمِ:

بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدءوا منذ قرنين يسعون بكل قوة للقضاء على الإسلام.
كانت خطواتهم كما يلي:

.أَوَّلاً- القَضَاءُ عَلَى الحُكْمِ الإِسْلاَمِيِّ:

بإنهاء الخلافة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة من خلافة شكلية إلى خلافة حقيقية تهددهم بالخطر.
كانت فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا خاسرة في الحرب العالمية الأولى.
دخلت الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية، وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة إستامبول.
ولما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية:
أ- إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.
ب- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.
ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.
د- أن تختار لها دستورًا مَدَنِيًّا بَدَلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام.
فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدول المحتلة من تركيا.
ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب.
فأجاب كرزون: (لَقَدْ قَضَيْنَا عَلَى تُرْكِيَا، التِي لَنْ تَقُومَ لَهَا قَائِمَةٌ بَعْدَ اليَوْمِ.. لأَنَّنَا قَضَيْنَا عَلَى قُوَّتِهَا المُتَمَثِّلَةِ فِي أَمْرَيْنِ: الإِسْلاَمُ وَالخِلاَفَةِ). فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة.

.ثَانِيًا: القَضَاءُ عَلَى القُرْآنِ وَمَحْوِهِ:

لأنهم كما سبق أن قلنا يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حَيًّا يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم.
1- يقول غلادستون: (مَا دَامَ هَذَا القُرْآنُ مَوْجُودًا، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ أُورُوبَّةُ السَّيْطَرَةَ عَلَى الشَّرْقِ، وَلاَ أَنْ تَكُونَ هِيَ نَفْسُهَا فِي أَمَانٍ).
2- ويقول المُبَشِّرُ وليم جيفورد بالكراف: (مَتَى تَوَارَى القُرْآنُ وَمَدِينَةُ مَكَّةَ عَنْ بِلاَدِ العَرَبِ، يُمْكِنُنَا حِينَئِذٍ أَنْ نَرَى العَرَبِيَّ يَتَدَرَّجُ فِي طَرِيقِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ بَعِيدًا عَنْ مُحَمَّدٍ وَكِتَابِهِ).
3- ويقول المُبَشِّرُ تاكلي: (يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ القُرْآنَ، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسَهُ، حَتَّى نَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا، يَجِبُ أَنْ نُبَيِّنَ لِلْمُسْلِمِينَ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآن لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا).
4- ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: (يَجِبُ أَنْ نُزِيلَ القُرْآنَ العَرَبِيَّ مِنْ وُجُودِهِمْ... وَنَقْتَلِعَ اللِّسَانَ العَرَبِيَّ مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ، حَتَّى نَنْتَصِرَ عَلَيْهِمْ).
وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تَمَامًا.
وبعد أحد عشر عَامًا من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دُعِيَ إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون... ولما ابتدأت الحفلة، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري.
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عَامًا؟!
أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسي: (وَمَاذَا أَصْنَعُ إِذَا كَانَ القُرْآنُ أَقْوَى مِنْ فِرَنْسَا؟!).